جبل الفدى .. للشاعر فخر العزب
U3F1ZWV6ZTQzMzI1OTcwNTYyMDc1X0ZyZWUyNzMzMzc2ODY2NDU4Ng==
مواضيع نشرناها

جبل الفدى .. للشاعر فخر العزب

 “جبل الفدى”

ما عادَ تغني ”أبجدٌ” أو ”هوَّزُ”

والأبجديةُ تستحيلُ فتوجزُ


ماذا أقولُ بحقِّ روحِكَ نادباً

أو كيف أنشدُ بالحروفِ وأرجزُ


أنت الذي أفنيت عمرَكَ بيننا

ولحلمِنا تنحازُ لا تتحيزُ


في البدءِ كنتَ، تقودُ خيرَ رجالِنا

وتقومُ في هممِ الجميعِ تُحفِّزُ


ومضيت كالطودِ العظيمِ مقاتلاً

 والناسُ خلفك للوغى تتجهَّزُ


أسستَ في تعزٍ لعِزِّها فيلقاً

بعزيمةٍ عن غيره يتميزُ


صمدَ اللواءُ بكم وأنتَ وجندُه

في كلِّ سفحٍ شامخٍ تتمركزُ


ما جاء غازٍ للبلادِ يرومها

إلا وقامَ عليه سيفُكَ يجْهزُ


صبرُ الأشمُّ يراك توأمَ مجدِه

ويراك من تأتي الوعودَ وتنجزُ


والبنُ فيكَ يشمُّ رائحةَ الهوى

من تالدٍ يطوي الزمانَ ويقفزُ


وجحافلُ السفهاءِ تبتاعُ الهوى

وتسيرُ دونكَ بالبذاءةِ تلمزُ


كم حرَّضوا وتآمروا فلسانُهم

في كلِّ نادٍ للسفاهةِ يهمزُ


قالوا ”عميلٌ” تارةً ”متمردٌ”

بئسَ الجماعةُ من تبيعُ وتنبزُ


بئسَ الجماعةُ من إذا نطقت ترى

أفواهَها بقباحِها تتبرزُ


لا يستوي الجمعانِ في ساحِ الوغى

إنَّ المواقفَ في الشدائدِ تفرزُ


هل يستوي من عاشَ منتصباً ومن

عاشَ المذلةَ كالبهيمةِ يغمزُ !!


هل يستوي من يبذلُ الدنيا ومن

يحيا لألوان المغانمِ يكنزُ !!


فافخر لأنكَ لا سواكَ مكرمٌ

بالكبرياءِ وبالإباءِ معززُ


***


يا صانع المجدِ العظيمِ، ورمزنا

يا من تقودُ إلى الحياةِ وترمزُ


يغتالُكَ الخوَّانُ، قلبي يكتوي

بلظى المصائبِ والفجيعةُ توخزُ


تتزاحمُ الأخبارُ، يسبقُ بعضُها

بعضاً، فمكتوبٌ وذاكَ متلفزُ


ويلوحُ في الأنباءِ حزنٌ موحشٌ

وبيانُ نعيكَ بالمناحةِ يبرزُ


قالوا تعجَّلت الرحيلَ وأنت من

عاشت عليكَ مدينتي تتوكَّزُ


عاشت بظلِّكَ تستزيدُ كرامةً

ولها مع كلِّ الملاحمِ منجزُ


يبكي عليكَ الخلقُ يا جبلَ الفدى

وأشاءُ أن أبكي عليكَ فأعجزُ


ما استعصى دمعي فيك إلا أنني

أبكي ودمعي بالدماءِ مطرزُ


للشاعر/ فخر العزب

تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون