لقد كنت حين تخلى الجميع عن الأرض
ياسيدي ثابتا شامخا كالعلم
لم تختلق مثلهم حجة من عدم
لم تقف عاجزا كالصنم
لم تقل للمدينة لي ابل ضامئات
أعود لاسقيها عرقي ودموعي
وعندي صغار على الباب ينتظرون رجوعي
ولي ابوان في الدار كهلان.. ليس لديهم سواي معيل
لم تقدم اي اعتراض
لم تلتفت مثلهم لقصور الرياض
لم تقل يامدينة
أشعل عود ثقاب السنين برأسي البياض
لم تقل غرس الدهر انيابه وسط لحمي
لم تقل اكل الوهن من لب عظمي
لم تقل اثقل الحمل عودي الهزيل
لم تقل للبلاد انا خائف يابلادي
العدو على الباب اخره لا يرى.. مثقل بالعتاد ِ
العدو على الباب
يشحذ مليون سيف ويرفع مليون رمح ويسرج مليون خيل
بيادقه جاحضات العيون
بنادقه متخمات البطون
مدافعه يا مدينة حبلى
باحشاءها الف قنبلة وفتيل
لم تقل للبلاد عدوك مستنفر
جيشه حولك زاحف جارف مثل سيل
ووحدي هنا واقف يا بلد
وحدي هنا يا بلادي وما من احد
يغطي المساحة خلفي
سلاحي قديم وجندي قليل
لم تختلق للتراجع عذر هزيل
لم تجر للهزيمة خلفك مليون ذيل
وقفت كطود امام الاعاصير وحدك لم تنكسر او تميل
شامخ مثل رمح بن معد
باذخ بالشموخ كجدك تبع
صارخ مثل سيف الهلالي تماما
تشق السماوات نصفين تملئ قلب العدو بالصليل
وكانت تميل الجبال أمام الرياح
وما كنت يا جبل الكبرياء تميل
لقد كنت حين تهاوي الجدار امام جيوش العدو جدارا بديل
وحين السماء فوقنا امتلئت بدخان المعارك كنت الهواء العليل
وحين تغيب عن أرضنا الأنبياء وجدنا بقلبك الف نبي نبيل
فمن أين نأتي وقد غبت يا سيدي بنبي بديل
وهل لك تحت السماوات يا اخر الانبياء مثيل
ومن أين نأتي برب تخر له المعجزات
وتحنى له هامة المستحيل
فما من شبيه لروحك
وحدك تشبه نفسك يا ايها الحميري الأصيل
وفيك تجمع اشباهك الاربعون يمانيٍ وقيل
...
إرسال تعليق