آخِر أُولي العزم من الأحرار .. للشاعر زاهر حبيب
U3F1ZWV6ZTQzMzI1OTcwNTYyMDc1X0ZyZWUyNzMzMzc2ODY2NDU4Ng==
مواضيع نشرناها

آخِر أُولي العزم من الأحرار .. للشاعر زاهر حبيب



 إلى آخِر أُولي العزم من الأحرار

الشهيد الركن/ عدنان الحمادي

_______


أرَحَلتَ؟! يَنتِعلُ السؤالُ كَياني..

ماذا جرى يا آخِرَ الأركانِ؟!

.

.


ماذا؟! وكيفَ سأرتدي دَمعي وقد

جَفّتْ عيونُ الصبرِ والسلوانِ؟!

.

.


ماذا.. سؤالٌ لم يَزلْ يَغتالُني

ويَصُبُّ زيتَ اللَّومِ في نِيراني

.

.


وأنا أصارعُ في السُّطُورِ خَطيئتي

لا النَّسخُ يشفعُ لي ولا الدِّيواني

.

.


لا حِبرَ يُسعِفُني، ولا بَحرٌ إلى

شكوايَ يُصغي -باسِطَ الأوزانِ-

.

.


عَبَثًا.. سِياطُ البَوحِ تَجلِدُني وما

تدري بأني قد عقدتُ لِساني

.

.


وبأنَّ صَوتَ الحرفِ بَعدَكَ أَخرَسٌ

والشِّعرَ لَوحتُهُ بلا ألوانِ

.

.


فاصفَحْ إذا ساوَمتُ ثَرثَرتي هنا

فالصمتُ سِجني والصدَى سَجّاني

.

.


واغفرْ إذا وافاكَ لَحني حافِيًا

يَحدُوهُ شعبٌ مُثخَنَ الأحزانِ

.

.


يا سِدرةَ الأحرارِ في الوطنِ الذي

أرداهُ حقدُ الأهلِ والجيرانِ

.

.


وطنٌ به شجرُ الكرامة طابَ إذْ

أهدَى جَلالَكَ أكرمَ الأغصانِ

.

.


وطنٌ بنَخوَتكَ استغاثَ فجِئتَهُ

جَبلًا تُفَتّتُ نزوةَ الطوفانِ

.

.


وطنٌ.. أتيتَ وقد عصاهُ جنودُهُ

فأمرتَهم بالعدلِ والإحسانِ

.

.


وأخذتَ تُرسي في ثراهُ مبادئًا

تسمو بها الأرواحُ بالأبدانِ

.

.


لكنهم كَفروا بضَوئكَ بَعدما

مَلأَ الظلامُ قلوبَهم بالرّانِ

.

.


كَفروا لأنكَ شِئْتَها مَدنيَّةً

الكلُّ في مِرآتها سِيّانِ

.

.


كَفروا.. وظلُّوا قُرْبَ نَهرِكَ -كُلَّهم-

يَعِظُونَهُ عن حُرمةِ الجَرَيانِ

.

.


يَلْوونَ -عن آتيكَ- أَلسِنةَ المُنَى

وإليك رَميَتُهم بكُلِّ بيانِ

.

.


هذا "يَساريٌّ" يقولُ، وذاك مِن

أقصى الضلالِ يقولُ: بَل "إخواني"

.

.


بك -كُلَّهم- كادُوا، وقد ولَّوا على

أدبارِهم يومَ التَقى الجَمعانِ

.

.


وبَقيتَ وحدَكَ مُنشِدًا: إنّ الإبا

شعبي، وإنّ المَجدَ مِن أوطاني

.

.


فحصدتَ في المَيدانِ أجرَ دُموعِنا

وأتاكَ مِن خُذلانِهم أجرانِ

.

.


والآن يا عَبقَ الصمودِ تفوحُ في

أقصىَ الخلودِ، جَنَى نِضالِكَ دانِ


.

.

.

.


هم مُوقِنون بأن مِثلَكَ لم يَمُتْ

بل سارَ سَعيًا نحو عُمرٍ ثانِ

.

.


لكننا لمّا نَـعَـوكَ توقَّفتْ

أرضُ ابتسامتِنا عن الدَّوَرانِ

_

زاهر حبيب

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المتابعون