_______
أرَحَلتَ؟! يَنتِعلُ السؤالُ كَياني..
ماذا جرى يا آخِرَ الأركانِ؟!
.
.
ماذا؟! وكيفَ سأرتدي دَمعي وقد
جَفّتْ عيونُ الصبرِ والسلوانِ؟!
.
.
ماذا.. سؤالٌ لم يَزلْ يَغتالُني
ويَصُبُّ زيتَ اللَّومِ في نِيراني
.
.
وأنا أصارعُ في السُّطُورِ خَطيئتي
لا النَّسخُ يشفعُ لي ولا الدِّيواني
.
.
لا حِبرَ يُسعِفُني، ولا بَحرٌ إلى
شكوايَ يُصغي -باسِطَ الأوزانِ-
.
.
عَبَثًا.. سِياطُ البَوحِ تَجلِدُني وما
تدري بأني قد عقدتُ لِساني
.
.
وبأنَّ صَوتَ الحرفِ بَعدَكَ أَخرَسٌ
والشِّعرَ لَوحتُهُ بلا ألوانِ
.
.
فاصفَحْ إذا ساوَمتُ ثَرثَرتي هنا
فالصمتُ سِجني والصدَى سَجّاني
.
.
واغفرْ إذا وافاكَ لَحني حافِيًا
يَحدُوهُ شعبٌ مُثخَنَ الأحزانِ
.
.
يا سِدرةَ الأحرارِ في الوطنِ الذي
أرداهُ حقدُ الأهلِ والجيرانِ
.
.
وطنٌ به شجرُ الكرامة طابَ إذْ
أهدَى جَلالَكَ أكرمَ الأغصانِ
.
.
وطنٌ بنَخوَتكَ استغاثَ فجِئتَهُ
جَبلًا تُفَتّتُ نزوةَ الطوفانِ
.
.
وطنٌ.. أتيتَ وقد عصاهُ جنودُهُ
فأمرتَهم بالعدلِ والإحسانِ
.
.
وأخذتَ تُرسي في ثراهُ مبادئًا
تسمو بها الأرواحُ بالأبدانِ
.
.
لكنهم كَفروا بضَوئكَ بَعدما
مَلأَ الظلامُ قلوبَهم بالرّانِ
.
.
كَفروا لأنكَ شِئْتَها مَدنيَّةً
الكلُّ في مِرآتها سِيّانِ
.
.
كَفروا.. وظلُّوا قُرْبَ نَهرِكَ -كُلَّهم-
يَعِظُونَهُ عن حُرمةِ الجَرَيانِ
.
.
يَلْوونَ -عن آتيكَ- أَلسِنةَ المُنَى
وإليك رَميَتُهم بكُلِّ بيانِ
.
.
هذا "يَساريٌّ" يقولُ، وذاك مِن
أقصى الضلالِ يقولُ: بَل "إخواني"
.
.
بك -كُلَّهم- كادُوا، وقد ولَّوا على
أدبارِهم يومَ التَقى الجَمعانِ
.
.
وبَقيتَ وحدَكَ مُنشِدًا: إنّ الإبا
شعبي، وإنّ المَجدَ مِن أوطاني
.
.
فحصدتَ في المَيدانِ أجرَ دُموعِنا
وأتاكَ مِن خُذلانِهم أجرانِ
.
.
والآن يا عَبقَ الصمودِ تفوحُ في
أقصىَ الخلودِ، جَنَى نِضالِكَ دانِ
.
.
.
.
هم مُوقِنون بأن مِثلَكَ لم يَمُتْ
بل سارَ سَعيًا نحو عُمرٍ ثانِ
.
.
لكننا لمّا نَـعَـوكَ توقَّفتْ
أرضُ ابتسامتِنا عن الدَّوَرانِ
_
زاهر حبيب
إرسال تعليق